بقلم - رضوى خضر
تجمدت الحياة الرياضية في مصر بل و العالم أجمع بعد جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد ١٩" الذي أثر على جميع المجالات بشتى و أعتى الدول المتقدمة .
و بما أننا جزء لا يتجزء من هذا العالم فمن الطبيعي أن يلقى الأمر بظلاله على وطننا و مجالنا الرياضي الذي أخصه بالذكر في هذا المقال ، و وسط كل هذة الأجواء الإستثنائية و التي لم يشهدها العالم منذ عقود من الزمن ، يجب ألا نغفل الساحرة المستديرة و بالأخص الكرة النسائية المصرية و التى توقف نشاطها منذ شهر مارس الماضي و حتى وقتنا هذا لم تظهر بادرة أمل لعودة النشاط مرة أخرى لصورته الطبيعية بعد تجميد تام دام ٣ أشهر و قد يزيد عن ذلك في الأيام القادمة .
و وسط كل ما يتردد عن وجود حالات بالأصابة بفيروس كورونا داخل منظومة كرة القدم النسائية من لاعبات أو أولياء أمورهن ، و من بينهن لاعبتان جمهورية شبين "إيناس و أميرة جودة" الذين فقدن والدهما متأثراً بإصابته و ننعيه بخالص الحزن و الأسى و ندعوا الله أن يدخله فسيح جناته.
يجب على مسئولي إتحاد كرة القدم المصري ألا ينتظروا كثيراً عن صدور قرار نهائي و بات بإلغاء الدوري النسائي هذا الموسم ٢٠١٩-٢٠٢٠ ، و السماح لكافة الأندية بترتيب أوضاعها للموسم الجديد و أمامنا مثال حي في الدوري الانجليزي للسيدات الذي فضل مسئولين الانجليزي الحفاظ على صحة الانسان فوق أي إعتبار ، و شتان الفارق بين لوائح و إلتزام و إحترافية الدوري الإنجليزي بالدوري المصري !
و أقولها صريحة أن الدوري المصري هذا الموسم كان من أفشل المسابقات في تاريخ كرة القدم النسائية المصرية بسبب عوار اللوائح و إنسحاب الأندية بدون حساب ولا عقاب ، و لذلك فأقول لأولي الأمر منا ، عفواً فنحن لسنا أفضل ولا أقوى من إنجلترا ، فلتعلنوها صريحة بإلغاء الدوري و إعتباره كأنه لم يكن أو تتحملوا المسئولية كاملة أمام الله و أمام الجميع .
و للعلم أن الحكومة المصرية قد أعلنت عودة الحياة الرياضية بداية من منتصف الشهر الجاري بشكل تدريجي و لكن من المستحيل عودة الالعاب الجماعية أو القتالية التي تسبب خطورة أكبر على سلامة الرياضيين داخل الاندية الغير مؤهل معظمها لتدارك الموقف ، إضافة إلى أن كرة القدم النسائية المصرية ليس لها محل من الأعراب داخل منظومة الرياضة المصرية على مدار سنوات طويلة و مهملة بشكل فج ، فكيف تعود اللعبة و لم تمتلك أغلب الأندية غرف خلع ملابس أدمية ؟! ، كيف تعود اللعبة و ٩٠% من الاندية لا تمتلك طبيب أو اخصائي إصابات ملاعب ؟! ، أكررها مراراً و تكراراً الكرة النسائية المصرية ليس لها محل من الأعراب في معادلة الامن الصحي للأندية و إلغاء دوري كرة القدم النسائية لن يضر بالاستثمار الرياضي المصري و لن يؤثر في عقود رعاية إتحاد الكرة المصري ، إذا فلماذا يتأخر قرار الإلغاء ؟!
و على الجانب الأخر ، يجب على مسئولي الأندية أن يعلمون و يقدرون مسئولتهم تجاة اللاعبات و الاجهزة الفنية من ناحية الاجراءات الاحترازية و الحفاظ على الصحة العامة لفرقهم و أن يقدرون الأمانة التي يتحملها كلا منهم أمام الله.
هذا المقال أعلن من خلاله رسالتي إلى المسئولين و المتابعين بما يمليه عليٰ ضميري و ادعوا الله أن يوفقني في الحفاظ على أمانة القلم في أن ينطق بكلمة الحق دون النظر لما يترتب عليه من نتائج أو ردود أفعال شاكرة أو مستنكرة .
