بقلم - رضوى خضر
في زمن العولمة و الشبكة العنكبوتية "الانترنت" و التطور التكنولوچي و تغيير الثقافات و تطوير الافكار و سهولة الابتكار ، نجد من يحطم أحلام الفتيات بجهلهم و فقر الطموح داخل كل فاشل ، أذكر لكم مثالاً دون ذكر أسماء ليس حفاظاً على كرامة شخص يتسم بالجهل و التخلف ولكن لأن الشخصية التي أتحدث عنها اليوم لا تستحق ذكر اسمها .
لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن يقف أخ أمام مسيرة و حلم أخته ، أو يقف أب أمام أمال أبنته التي تسعى أن تحقق ذاتها و تلعب كرة قدم يراها المتخلفون لعبة محتكرة على الرجال فقط ، هؤلاء النوعية من البشر توقف عندها العامل الزمني في خلايا العقل و يرجع عقلهم للعصور الجاهلية حينما كان الانسان يعيش ليأكل و يشرب و يتزوج و فقط ، و ينظر للمرأة أنها مجرد كائن يستخدمه لإرضاء شهواته و إحضار الطعام و الشراب !! لا تتواكب هذة العقول مع التطور الزمني و العصر الحديث .
لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن يقوم أب بمنع أبنته من ممارسة الرياضة لكونها تحب كرة القدم !! ، و كل همه في الحياة التخلص من أبنته أن يزوجها أي شخص يتحمل مسئوليتها بعيداً عنه لأنه يراها عبئ عليه و على أهل المنزل من نظرة ضيقة جداً متصوراً أنه بذلك " يسترها و في ظل راجل " و لا ينظر حتى إلى شخصة أبنته هل هي في سن يؤهلها للزواج و تحمل المسئولية الكبيرة من تربية نشئ و جيل جديد واعي للمجتمع !!
و هناك أخ يمنع أخته من ممارسة لعبة كرة القدم بسبب عدم قيامها بواجبات المنزل و خدمة والدها و والدتها ، و الغريب عندما تقابلت معه لإقناعه بأن أخته لها مستقبل مشرق في كرة القدم و خاصة و أن عمرها ١٥ عام و تنتظر مستقبل مبشر ، و لكن كان رده مفجع و صادم حينما قال " اختي عاريسها موجود و البنت عندنا لما تتم ١٥ سنة بتتخطب و بعد سنة بتتجوز في سن ١٦ سنة" !!
بأي شرع في الاديان السماوية و بأي قانون يصرح بزواج القاصرات لمجرد خدمة أهل المنزل و من بعدها تتأهل لخدمة زوجها و أولادها و إضافة لأهل زوجها !!
للأسف الشديد الثقافة المجتمعية في قرى و بعض مدن مصر لا تبشر بالنهوض ببنات مصر رغم أننا في عام ٢٠١٨ !!
و من هنا أقول لكل بنت تجد مساندة و دعم من أسرتها سواء اب او ام او اخ ، وجهي لهم الشكر و جاهدي و أرفعي رأسهم دائما ، و أشكري الله على نعمة الأهل الواعية و المؤمنة بقدرات أبنائهم و ثقتهم فيهم دائماً .
و خلاصة الأمر ، هناك أهل "نقمة" و هناك أهل "نعمة" و لكل مجتهد نصيب .
