يتناول موقع "ستاد بناتنا" ملف في غاية الخطورة قد يؤدي بالقضاء على ممارسة لعبة كرة القدم النسائية في مصر، و ذلك بعد أن قام التحكيم المصري بتبنى القاصرات و الاطفال من لاعبات كرة القدم النسائية الناشئات تحت سن 17 عام ، و الدليل على ذلك قيام مئات من اللاعبات بالتقدم لإختبارات الحكام التي تعلن عنها لجنة الحكام بالاتحاد المصري لكرة القدم ، و العزوف عن ممارسة كرة القدم نظراً لقلة العائد المادي من الممارسة كلاعبات في ظل غياب الدعم المادي من قبل إتحاد كرة القدم و إهمال الاندية لنشاط كرة القدم النسائية .
و نضع الضوء على هذا الملف المسكوت عنه داخل أروقة إتحاد كرة القدم خلال المواسم السابقة في ظل اللجان المؤقتة التي كانت تتولى إدارة شئون الاتحاد المصري لكرة القدم ، و نشرح بالتفصيل مدى تأثير فتح باب التقدم للاعبات تعتبر أمام القانون غير كاملة الأهلية لكونها لم تبلغ سن الرشد أو البلوغ بشكل عام ، و هو الأمر الذي يعد مؤثراً بالسلب على جميع عناصر اللعبة و مستواها بشكل عام .
الناحية القانونية :
ينص القانون المدنى المصري في المادة رقم 44 على "كل شخص بلغ الرشد متمتعاً بقواه العقلية ، و لم يحجز عليه ، يكون كامل الأهلية - و سن الرشد هو احدى و عشرون سنة ميلادية كاملة" ، كما ينص الدستور المصري في المادة رقم 80 " يعد طفلاً كل من لم يبلغ الثامنة عشر من عمره".
إذا طبقاً للقانون المدني المصري لا يعد الأقل من سن 21 عام مكتمل الأهلية أمام القانون و طبقا للدستور المصري تعد اللاعبة الأقل من 18 عام طفلة ، فكيف للاعبة ناشئة لم تبلغ من العمر 18 أو 19 عام أن تدير مباراة كرة قدم ، و طبقاً للوائح كرة القدم الخاصة بالاتحاد المصري لكرة القدم تعد اللاعبات الاقل من 19 عام ناشئة ، و يلزم عليها كي تنضم لأي فريق في هذة الفئة العمرية أن تحضر بيانات و صورة البطاقة الشخصية (الرقم القومي) لولى الأمر و يلزم إتحاد كرة القدم ضرورة توقيع ولي الأمر على إستمارات القيد للاعبات تحت سن 19 عام !!
فعندما ننظر للناحية القانونية نرى عوار كبير فيما يخص قبول هذة الفئات العمرية الصغيرة للانضمام لمجال تحكيم كرة القدم المصري الذي أصبح شبه إستثماري فالمتقدمين يدفعون رسوم يتم تحصيلها في خزائن الاتحاد المصري ، و كلما كثر عدد المتقدمين كثرت حصيلة الواردات !، بعض النظر عن جاهزية المحكمات المتقدمين حتى و إن كانت ناقصة الأهلية القانونية !!
الناحية الفنية :
تتعامل لجنة الحكام بالاتحاد المصري مع أندية كرة القدم النسائية كفئران التجارب ! ، و بغض النظر عن مستوى المحكمات الغير مؤهلات لإدارة مباريات كرة قدم و تتحكم في مصير نتائج فرق و تحديد أبطال للمسابقات ، و التأثير السلبي الواقع نفسياً على لاعبات كرة القدم التي ترى كلاً منهن محكمة غير مؤهلة بصافرة أو بقرار تضيع مجهود فترات إعداد بالشهور و مجهود كبير طوال المواسم لتضيع كل هذا هباءاً مندثراً أمام أعينهن ، كيف ترى التأثير النفسي على اللاعبات صغار السن و قليلي الخبرات ؟!
و هنا لا نشمل جميع محكمات كرة القدم النسائية المصرية و لكن الغالبية العظمى منهن غير مؤهلات و ذلك بشهادة جميع مدربين الدوري المصري النسائي بجميع درجاته ، مما يضع التحكيم المصري في صورة لا تليق به على الإطلاق.
الناحية المادية :
يعلم الجميع أن جميع الحكام سواء رجال أو إناث ، يتكفل الاتحاد المصري لكرة القدم بتنظيم العديد من الدورات التدريبية للحكام و من ضمن هذة الدورات العديد أيضاً للمحكمات ، و يلزم لإقامتها توفير ماديات و مبالغ مالية طائلة تشمل (حجز فنادق و ملاعب و ملابس و وجبات) و غيرها من المتطلبات لأي دورة تدريبية ، إذا يصبح الأمر مكلفاً بشكل كبير على خزينة إتحاد كرة القدم المصري الذي يعاني بعد رحيل اللجنة الثلاثية الأخيرة من قلة الموارد المالية و تخاذ سياسة الأرض المحروقة منهجاً قبل تسليم زمام الأمور لإتحاد كرة القدم الحالي برئاسة جمال علام .
و الجدير بالذكر أن رسوم حكم الساحة في مباريات كرة القدم النسائية تتراوح بين 1500 ج إلى 1000 ج في المباراة الواحدة و الحكم المساعد من 1000 ج إلى 700 ج أيضا ، فهل كل محكمات كرة القدم النسائية الذي تخطى عددهم الآن 300 محكمة مؤهلات بالشكل المطلوب ؟؟ هل جميعهن لديهن الاهلية القانونية الكاملة طبقاً للقانون المصري؟!
حقائق و بيانات :
رصد ستاد بناتنا أكثر من 200 محكمة مستجدة تقدموا للجان الحكام بمحافظات مختلفة منها (القاهرة و الجيزة و المنوفية و الغربية و كفر الشيخ و البحيرة و الاسكندرية) خلال موسم 2021-2022 و الغريب في الأمر أن 80% منهم مواليد 2004 و 2005 و 2006 ، في مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى !
نضع الضوء لنحذر جميع المسئولين عن منظومة كرة القدم النسائية في مصر بأن فتح باب التحكيم لناشئات مصر وباء يأكل في جسد المواهب التى أصبح تفر من اهمال اللعبة إلى إغراءات المال و السلطة التي تكتسب من التحكيم .
فهل بينكم رجل رشيد يوقف هذة المهزلة أم ننتظر لتتحول كل لاعبات كرة القدم لمحكمات و يتم تدمير قاعدة الممارسة في مصر أمام مرئى و مسمع الجميع ؟!
